يبتهج الوالدان كثيرا لوجود الطفل في بيتهم ...
يلاعبوه ... ويتولون العناية به ... يدللوه ... يسهرون على راحته ... ويبكون إذا توعك ...
ويقربون له المستحيل ... ويبذلون لذلك الغالي والرخيص ... والراحة ...
فهو الفرحة والبسمة والأمل ... لهم
وهو فلذة الكبد ... وهو المستقبل ... وهو العون على القادم من مكابد الحياة ...
ولكن الوالدان لا يلبثان أن يتحسرا على غدر السنين وسرعة مرورها .... فقد كبر الطفل ... وصار رجلا .... أو صارت امرأة كبيرة ...
أما هما فقد شاخا ....
وصارا مثل ( سقط المتاع ) كما قال الشاعر قطري بن الفجاءة ... في وصفه لمرحلة الشيخوخة ... التي لا يصاحبها إلا الوحدة والقهر والحزن والنكران ممن يحيطون بهم .... !
من حولنا آلاف الشيوخ و العجائز ...
بعضهم معتزلون في بيوتهم ...
وبعضهم راقد على الأسرة البيضاء ...
وبعضهم منسي هنا أو هناك
ينتظرون بالأيام الطويلة .... فلعل أبنائهم أن يتذكرون ...
ولو بهاتف بسيط ... يشعرونهم فيه بأنهم لا زالوا على قيد الحياة ....
وأن ما بذلوه لهم في الماضي ... لم يكن هدرا ... ولم يكن فيمن لا يستحقه ....
ولم يكونا يربون عاقا أو عاقة ..؟
أنهم يستعطفون مشاعرهم ...
ويستجدون عطفهم ...
ويتمنون أن ينظروا لهم ...
وأن يدخلوا عليهم بأبنائهم .... لينتشلوهم من براثن الوحدة ... ومخالب العجز ... ودوارة الكآبة ... واليأس ...
أحبتي ....
اغتنموا وقتكم وحياتكم وشبابكم ...
ولا تنتظروا حتى تأتي لحظة الفراق .... وأنتم مقصرون في حقوقهم ....
فتندمون .... ويلازمكم الندم .... الذي لا يمحى ...
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً