رساله لابن تيميه في حب آل البيت
هذه رسالة نادرة لشيخ الاسلام ابن تيمية –رحمه الله - قام بنشرها الشيخ ابو تراب الظاهرى – رحمه
الله – واليكم ما قاله الشيخ ابوتراب :
هذه رسالة نادرة لشيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله وجدتها في كناشتى ، وهي على صغر حجمها جليلة
القدر ، لملمت بين ثناياها أطراف موضوعها من جميع الجوانب
، كعادة ابن تيميه إذا تكلم في مسألة فهو بحر مواج يبعد عليك الوصول إلى ساحله .
ومحتوى الرسالة كما أنبنا عنه عنوانها – بيان مذهب السلف في شعبة من شعب الإيمان –
التي تتعلق بأعمال القلب وهي حب أهل بيت النبوة كما دل عليه القرآن والحديث ،
وقد أوضح ذلك في هذه الرسالة أتم إيضاح ،
وكلامه عن ذلك في الفتاوى الكبرى ( ج3 ص154 ) وهو في العقيدة الواسطية ما نصه :
( ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ،
ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث قال يوم غدير خم :
( أذكركم الله في أهل بيتي ) ، وقال للعباس عمه – وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم-
( والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي )
وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله أصطفى بني إسماعيل واصطفى من بني إسماعيل
كنانة ، واصطفى من كنانة قريشاً ، واصطفى من قريش بني هاشم ) .
وقال في الفتاوى ( ج3 ص407 ) وهو في الوصية الكبرى ( ص297 ) ما نصه : ( آل بيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم لهم من الحقوق ما يجب رعايتها ، فإن الله جعل لهم حقاً في الخمس والفيء ،
وأمر بالصلاة عليهم مع الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لنا :
( قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ،
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) ، وآل محمد هم الذين
حرمت عليهم الصدقة هكذا قال الشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما من العلماء رحمهم الله ،
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد )
وقد قال الله في كتابه : (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ))
وحرم الله عليهم الصدقة لأنها أوساخ الناس . وفي المسانيد والسنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
للعباس – لما شكا إليه جفوة قوم لهم – ( والذي نفسي بيده لا يدخلون الجنة حتى يحبوكم من أجلي )
وفي الصحيح أنه قال : ( إن الله اصطفى .. الحديث المذكور ) .
وأورد شيخ الإسلام ابن تيميه في درجات اليقين ( ص149) قوله صلى الله عليه وسلم : ( أحبوا الله
لما يغذوكم من نعمة وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي ) .
وقال ابن تيميه في اقتضاء الصراط ( ص 73 ) الحجة قائمة بالحديث . وقال في ( ص89 ) وانظر إلى
عمر بن الخطاب حين وضع الديوان فبدأ بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ونقل العلامة السيد حامد المحضار في الجزء الذي جمع فيه أقوال الشيخين ابن تيميه وابن القيم
(ص23) قول شيخ الإسلام في رسالة ( رأس الحسين ) عقب حديث :
( والذي نفسي بيده لا يدخلون الجنة حتى يحبوكم لله ولقرابتي ) فإذا كانوا أفضل الخلق فلا ريب أن
أعمالهم أفضل الأعمال. هذا والأحاديث في فضائل أهل البيت النبوي مستفيضة في المسانيد والمعاجم
والسنن والمصنفات ، وفيها الضعيف والموضوع مع الصحيح ، وقد ميز بينها نقاد المحدثين ،
ومعظمها في جامع المسانيد لابن كثير والجامع الكبير للسيوطي وكنز العمال للمتقى ،
ونقد بعضها ابن كثير في تفسيره ( ج3 ص 483 ) ، وللمحب الطبري في ذلك تأليف مفرد سماه :
ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى ، وانظر شرف بيت النبوة في جلاء الأفهام لابن القيم ( ص 177 )
وحسبنا ما صحت به الرواية ، وجاء به الحديث الثابت ، قال ابن كثير (ج4 ص 113 ) : ( ولا ننكر
الوصاة بأهل البيت ، والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف
بيت وجد على وجه الأرض فخراً وحسباً ونسباً ، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة
الواضحة الجلية كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه ، وعليّ وأهل بيته وذريته رضي الله عنهم
أجمعين ) .وفي صحيح البخاري قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : ارقبوا محمداً صلى الله عليه
وسلم في أهل بيته .وقال لعليّ رضي الله عنهما : والله لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليّ
أن أصل من قرابتي ، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للعباس : والله لإسلامك يوم أسلمت كان
أحب إليّ من إسلام الخطاب لو أسلم ، لأن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من
إسلام الخطاب .
وفي صحيح مسلم عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه خطب فقال : ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله
وأهل بيتي ) ، ورواه الإمام أحمد والنسائي والترمذي ، وفي رواية ( كتاب الله وعترتي وإنهما لم يفترقا
حتى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما )
وروى ذلك أيضاً أبو ذر وأبو سعيد وجابر وحذيفة بن أسيد رضي الله عنهم وأورده ابن تيميه في
الفرقان ( ص 163 ) وفي لفظ مسلم : ( أذكركم الله في أهل بيتي ) .
اللهم صل وسلم وزد وبارك على محمد وآل محمد وارض اللهم عن اصحاب محمد ابي بكر وعمر
وعثمان وعلي وعن سائر صحابته وعنا وعن جميع المسلمين
ودمتم بخير