نعوذُ بالله من مكايد الشياطين

[ابولمى]

[align=center]نعوذُ بالله من مكايد الشياطين
عبدالرحمن صالح العشماوي


يروى أنه كان في بني إسرائيل راهب اسمه برصيص وكان مستجاب الدعوة ذا ورع وزهد، وأن الشيطان - نعوذ بالله منه - كان يتربص به الدوائر لإغوائه، فلم يجد إليه سبيلاً لكثرة عبادته وذكره، ولم ييأس من حيله الشيطانية، حتى عزم ذات يومٍ على أمرٍ ظنَّ أنه يستطيع به إغواء الراهب فأخذ الشيطان جارية فخنقها وتلبّس بها، ووسوس إلى أهلها أن دواءها لا يوجد إلا عند الراهب برصيص، فحملوها إليه، فأبى أن يقبلها الراهب وردّهم، فمازالوا يلحون عليه حتى قبلها، وتركوها عنده لعلاجها، وكانت ذات جمالٍ، فأتاه الشيطان فوسوس إليه وهي أمامه وزينها في عينه، وهوّن عليه مواقعتها، وملأ قلبه شغفاً بها، فلم يزل كذلك حتى وقع الراهب عليها، فحملت منه، وأحسّ الشيطان بالزَّهو، فوسوس إلى الراهب قائلاً: الآن يأتيها أهلها فتفتضح فاقتلها، وقل لهم ماتت حتى تتخلّص من الفضيحة، فقتلها الراهب ودفنها، فأتى الشيطان أهلها وأخبرهم بما صنع الراهب بالتفصيل، فأتاه أهلها غاضبين يريدون قتله، فأتى الشيطان إلى الراهب وقال: أنا الذي أخذتها وأنا الذي ألقيت في قلوب أهلها المجيء بها إليك، فاطعني إذا كنت تريد أن أنقذك، قال الراهب: ماذا تريد مني؟ قال: ان تسجد لي سجدتين خفيفتين لانقذك، ففعل ذلك الراهب، فتركه الشيطان مع أهل الفتاة، فقتلوه على الكفر - عياذاً بالله -.
إن مكايد الشياطين بالبشر مؤكدة بقوله تعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ}.
ومن قصص مكايد الشياطين ما روي في قصة عيسى عليه السلام، إنه لمّا رُفع إلى السماء كان له تلامذة يدعون الناس إلى التوحيد، وأكبرهم أربعة معروفون عند الناس في زمانهم، (مرقس، ومحسن، ومنبوس، وبوقاس)، فبنى كل واحدٍ منهم صومعة يعبد الله تعالى فيها فجاء الشيطان إلى مرقس وهو أصغرهم سناً، وبيده سراج، فقال له مرقس: من أنتَ؟، قال: أنا رسول المسيح إليك وإلى أصحابك يقول لكم: ويلكم أنتم عرفتم أني كنت وأنا بينكم أُبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى، ومن كان كذلك ألا يكون إلهاً، فكيف ترضون بنسبتي إلى العبودية، فنزل مرقس عن صومعته ودخل على محسن الذي كان أكثر الأربعة عبادةً وأخبره بما سمع من (الشيطان) المدّعي أنه رسول إليهم من عيسى، فقام معه إلى صاحبهم منبوس فاخبراه الخبر، فذهب الثلاثة إلى رابعهم (بوقاس) وكان أكبرهم سناً، فقال منبوس: لقد كان في نفسي شيء من ذلك، ولكنني كنت أكتمه، والشيطان يتابعهم ويزيد في وسوسته لهم، فما انتهوا من الأمر حتى قالوا: إنّ عيسى ثالث ثلاثة، فدعوا الناس إلى ذلك فضلّوا وأضلّوا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
هكذا تكون مكايد الشياطين - نعوذ بالله منهم - قائمة على الحيل الشيطانية التي لا يتعبون منها حتى يضلُّوا من يستطيعون من البشر.
والحقُّ أن الخلاص من مكايد الشياطين إنما يتحقق بالإيمان الراسخ بالله عز وجل إيماناً قائماً على علمٍ شرعي صحيح، ولهذا كان العالم أشدَّ على الشيطان من مائة عابد كما ورد في الحديث الصحيح.
إنَّ المطّلع على آراء وأقوال وكتابات بعض المفكرين والمثقفين والصحفيين من المسلمين وغيرهم، التي يعارضون بها الحق، ويثيرون بها الشبهات، ويعلنون فيها عدم تسليمهم لشرع الله الحكيم، ويتذمّرون فيها من كل دعوة صحيحة إلى الحق والخير، ويعادون أهل الصلاح، ليشعر بمدى تحكُّم مكايد الشياطين فيهم إلى درجة أنستهم الحق، وزيّنت في عقولهم الباطل، نعوذ بالله من ذلك.
إشارة:
قال تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.

[/align]

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

[الصخري]

جزاك الله خيراً

أخي الفاضل

على هذا الموضوع القيم ..

الله يوفقك

[khaled]

جزاك الله خير ..

مجهود جميل وواضح ..

لا حرمنا الله إبداعك ..

[عشقته بسكآآآآت]

جــزاكـ الله الــف خــيــر

وجــعــلــهـ الله فــي مــيــزان حــســنــاتــكـ