المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 000[ انحدار الوَفاء في زمن الضُعفاء ]000


@حفـ الأميرـيدة@
01-11-2006, 09:04 AM
http://up20.net/uploads/e482c34d6c.gif

الوفـــاء /

كلمة تحمل معنى جسيم ، يئن ويصرخ منها الواقع بحجمه العظيم ..
لانحدارها في دار الفناء ، وقلة تكاثرها في ساحة الرجاء ..

هي معنى عسجدي لا يصدأ مع قدم الزمن ، وكثرة النوائب والمحن ، وحدوث الضعف والوهن ..

بل هو شعور متواصل الإنتماء ، إلى أرض العطاء ..

مع ولادة الأجيال / وتبدل الاحوال ..

أخذت في الانحدار رويداً رويداً عن طريق الضعفاء ..
http://up20.net/uploads/b1001a0404.gif

http://up20.net/uploads/23255c25e6.jpg

" [ وفاء الحب ] "

الحب ، الحب ، كلمة تكررت كثيراً على ساحة الوجود ، المنسابة على أنهار المشاعر والعواطف المتدفقة الجياشة العذبة النقية الرقيقة ، تحدثنا كثيراً عن أشكال الحب ، من الأم والأب ، والصديق ، والزوج ، والحبيب ، وكلا عاش درجاته من الهوى ، وألم البعد والنوى ، وتجرعنا كؤوس الجرح والخيانة ، فوضعنا هذيان نزف الدماء على الصفحات لتلطخ ذلك البياض الناصع ، وتصبح لوحة ملطخة بالدماء الحمراء ، ثم تجف فتتدرج إلى أن تصبح سوداء قاتمة ذابلة خريرة القوى ..

الوفاء في الحب ندر ، وذاق الحب ذاته الشعور الأمَّر ، والخيانة تَطعن في القلوب ، وتُظلِم الدروب ، مع العلم بأن المولى بقربه تُضاء جميع الدروب ، وببعدهـ تظلم وتتحجر جميع القلوب ..

ومع ذلك تظل القلوب الوفية رمزاً للتضحية والإيثار ، وتسخير كنوز الوفاء في أرض العطاء ..

قال الشاعر مصطفى صادق الرافعي في وفاء الحبيب /




زعموني نسيت والهجـر يُنسـيوتلاهـيـتُ بـعــد أيـــامِ أنـســي
سائلوا النوم هـل رأتـه عيونـيواسألوا عن هوايَ مالكَ نفسي !
فــوربِّ السـمـاءِ والأرضِ إنــيلأرى في مصارعِ الحـب رمسـي



http://up20.net/uploads/b1001a0404.gif

http://up20.net/uploads/38fa4925ea.jpg

" [ وفاء الدين والوطن ] "

ونعم الوفاء ؛ عندما نقدس موضة الغرب ! ، ونحتفل بأعيادهم المليئة بالعطب ، ونصفق بحرارة لكل مستحدث يقدمونه ، وكل شكلٍ أنيق يهدونه ، هل هذا هو وفاء الدين و الوطن ؟! ..

أو عندما تعتقد بعض العقول ، ذات الفكر العجيب ، المستمد من فكر شيطاني غريب ، بواجبهم نحو دينهم ، وأنه عليهم أن يكونوا من المجاهدين في سبيل الله ، المخلصين لدينهم العزيز ، فتتأجج أرواحهم بالعزيمة ، وتشتعل نفوسهم بغيرتهم على دينهم ، فنسمع أزيز الرصاص والقنابل ، ونحزن لعقولهم المغلفة بعفن الأفكار المشينة ، فهم مسلمين ويقتلون غيرهم من المسلمين ! ، ويبدأ السم يوضع في العسل ، وتوضع أجسادهم في حفرة الوحل ، ويُنظر إلى قبورهم على أنهم ارهابيين متحولين ، وفي الأصل لا ننكر أنهم مسلمين ..

اعتقاد ارهابي /

يعتقد ذاك المسكين ، الحزين على وضع أمته ، المتوهم بأنه الدرع الحصين ، ذو العقل الواعي الحصيف الرزين ، بأنه مجاهد ، وعليه أن يحارب ، وبكل الأساليب والطرق يقتل الفتن ، وبيننا وبينها يُباعِد ! ، ولا يدري بأنه يجعل الفتيل يشتعل ويأخذ بالتزايد !
و بعدها يعتقد أنه يُستشهد في سبيل الله ! ..

هل هذا وفاء لديننا ووطننا ؟!
أم هو جهاد بعيد كل البعد عن جهاد الرسول صلى الله عليه وسلم في معاركه ، وأقواله ، وأفعاله !!
وصبره على كفار قريش واليهود ؟! ..

http://up20.net/uploads/b1001a0404.gif

http://up20.net/uploads/b8a1920ffd.jpg

" [ وفاء القلم ] "

هو ذاك القلم الذي يسطع بنور الحق ، ويُبعد كل ما يصيبه من الإستعباد والرق ، وتٌفسح بل تفرش له دروب الخير ، ويكون المنشد والمغرد كتغريد الطير ، ويحول الأرض الجدباء إلى أرض غناء ، ولا يخبئ السموم القاتلة والسفاحة لفكر وعقول المسلمين العابرة من نفق الكافرين الحاقدين ، بل يكشف مخططات و رسوم المعتدين المتمردين ، ويقلع رهف السيوف التي تطعن في الظهور ، من فكر مستمد مقهور ، في جميع المجالات والأمور ..

هو ذلك القلم الذي يكتب بلا وضع قوانين ودستور لكيفية الكتابة ، بل ينسخ ما بفكره الناضج ليلصقه هنا ..
دون أن يقول : " من أنا ؟ " ، ويسبح بين أوردة وشرايين الإنسانية الحقة ، بواسطة قلبه النابض ، ومواقف العاطفة التي لا يستطيع أن يحجرها أو يحجزها لأنه ملك الإنسانية من كلمة " انســان " ..

الوفاء لذلك القلم بعضه اندثر ، وحبره سال بعد أن انكسر , فتلطخت الصفحات بلا حروف مقروءة ، ولا لغة واضحة واعية مفهومة ، أوتحمل نظرة مقرونة بكتاب الله وسنة رسوله ..

أو تواجد ذلك القلم المغرور المتكبر ، الذي لا يرى ذاته عيباً ، بل لا تُصيبه الريبة في سلوكياته ، ثابت كالجبل ، يرى ذاته دائماً رائع ، و يراه غيره متحرر الأخلاق والتواضع ، وهو لا يدري بأنه كثيراً ما يكون متعطش وجائع ! ، فالغرور طمسه ، ورَمسَهُ في قبر الغشاوة و الجهل ، وأغفله عن أن هناك من هو أعلى منزلة منه عند الله قبل الناس ، ألا وهو " المتواضع " ، قال عليه أفضل الصلاة والتسليم : ( ومن تواضع لله رفعه ) ..