التآخي في الإسلام

[فاتحة خيريارب]

التآخي في الاسلام معنى الصداقة و المودة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العاليمن وصلى الله وسلم على محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين .

قال الله تبارك وتعالى ( انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون ).



1 ـ من هو الصديق المختار؟

من الكلمات المأثورة عن علماء الاجتماع قولهم ( الإنسان اجتماعي بالطبع ) فلا يمكن أن يعيش الإنسان لوحده بصورة منفردة ، ولكن إن لم يبن هذا الاجتماع على أسس مشروعة قد يؤدي إلى الفساد أو الإفساد ، وقد يشذ الإنسان عن الاجتماع المرضي عند الله تعالى أو لايؤدي واجبه نحو المجتمع ، أو لايعلم كيف يقوم بواجبه نحو المجتمع في كثير من الأحيان ، لذلك اهتم الإسلام - دين التقدم والخلود - بالتربية الاجتماعية ودعا البشرية جمعاء أن يكونوا متعاضدين وان يعيشوا متحابين ، ووضع لهم القوانين التي لو عملوا بها وساروا على نهجها لرأيت الأرض جنة من الجنان ( ولو ان اهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ) .

والإيمان بالله وطاعته يؤدي الى عدم الفرقة قال تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) فانه جل وعلا اعتبر الإيمان به مؤديا إلى الإلفة وعدم التفرقة ، لان الإيمان يلقي في النفس الإنسانية نوعا يتجاذب مع بقية الأنواع الإيمانية التي تماثله ، فالفت المؤمن أمر طبيعي وخاصة طبيعية قال (ص) : ( المؤمن الف مألوف ولا خير في من لايألف ولايؤلف ) ، ولكن الالفة الذي حثت عليه الشريعة هو الألفة مع المؤمنين، فان الصداقة تؤثر تأثيراً بالغا على حياة الإنسان من حيث السعادة والشقاء ، إلى درجة انه جعل الصديق مرآة تنعكس عليها حسنات المرء وسيآته ، قال (ص) ( المؤمن مرآة أخيه يميط عنه الأذى ) وقال الشاعر :

عدوى وإن كنت من غر مناجيب

فالطبع مكتسب من كل مصحوب

من النتن أو طيباً من الطيب
لاتصحبن لآم الناس إن لهـــم

واصحب أخا كرم تحضى بصحبته

والريـح آخـذة ممـا تمـر بـه نتناً




2 ـ مقومات المودة

لقد بنى الإسلام الأخوة الدينية على أسس عميقة فجعلها كالأخوة النسبية في قوتها ومكانتها يقول الإما م الباقر (ع) ( إن المؤمن أخو المؤمن لايشتمه ، ولايحزنه ، ولايسيء الظن به ) وقد شرع الإسلام أروع المناهج المؤدية إلى التلاحم والتوادد كي تشيع المحبة والإخاء بين المؤمنين ، ونلمح باختصار الى بعضها .

1- التراحم والتعاطف

أكد الإسلام على التراحم والتعاطف لأنهما من أهم الوسائل ومن أوثق الأسباب المؤدية إلى اتصال الناس بعضهم ببعض. فعن الإمام الصادق (ع) انه قال ( اتقوا الله ، وكونوا أخوة بررة متحابين في الله ، متواصلين متراحمين ، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا امرنا واحيوه … )

وعنه (ع) انه قال : ( توا صلوا وتباروا وتراحموا وتعاطفوا ) .

2- التزاور

وندب الإسلام التزاور لأنه قاعدة أساسية للتعاون والتآلف ، فعن أمير المؤمنين علي (ع) انه قال ( لقاء الإخوان مغنم جسيم ، وان قلوا ) .

3- السعي في حوائج الناس

ومن العوامل المهمة في ترابط الهيئة الاجتماعية ، السعي في قضاء الحوائج ، وقد أكد الإسلام على ضرورته فعن النبي (ص) ( من مشى في قضاء حاجة أخيه ساعة في ليل أو نهار قضاها أو لم يقضها كان خيرا من اعتكاف شهر …) .

4- الإغاثة والمواساة

ومما يبعث على الوحدة الاجتماعية بين المسلمين ، إغاثة بعضهم البعض والمواساة فيما بينهم، فانهما من أهم الأسباب الوثيقة في جمعهم واتحادهم فقد روي عن النبي (ص) انه قال : ( من نفس عن مسلم كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب الآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه … ) وعن الإمام الرضا(ع) انه قال : ( من فرج عن مؤمن فرج الله قلبه يوم القيامة ) .

3 ــ مقوضات الأخوة

لم يدع الإسلام شيئاً يزيد في الحب والوداد ويغرس في النفوس المودة والإخاء إلا وأرشد الإسلام إليه وحث عليه ، ولم يترك شيئاً يبعث في النفوس الضغائن والبغضاء إلا وحذر منه وأنذر الناس لما في ذلك من ضرر وخطر يجب على العاقل أن يتجنبه ويحذره ليعيش مع إخوانه حياة صادقة . واليك بعض الأمور التي نهى عنها الإسلام :

1- القطيعة

فحذرنا الإسلام من التباعد والقطيعة وكره ذلك لأنه موجب لانتشار العداوة والكره فيما بين المسلمين ، وتضافرت الأخبار في النهي عن ذلك فعن الإمام الباقر (ع) انه قال : ( ما من مؤمنَين اهتجرا فوق ثلاث إلا وبرئت منهما ) .

2- عدم التعاون

ونهى الإسلام بشدة عن عدم التعاون ، وكره ذلك لأنه يوجب التباعد والتقاطع بين الأصدقاء ، قال الإمام الباقر (ع) ( من قصد إليه رجل من إخوانه مستجيراً في بعض أحواله فلم يجره بعد أن يقدر عليه فقد قطع ولاية الله عز وجل ) .

3- الإيذاء والتحقير

وحرم الإسلام إيذاء المسلم وتحقيره ، لأنه موجب لتصديع شمل المسلمين وتفريقهم ، وهما من أنواع الظلم والإيذاء الذين حرمهما الإسلام ـ وقد أعلن الإسلام حرمة الإيذاء ، قال تعالى ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ماكسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثما مبيناً ) .

4- السباب

ومن عوامل التفريق بين الاخوة سباب بعضهم البعض وقد نهى الإسلام عنه ، فقد قال الإمام الباقر (ع) ( إن رجلا من تميم أتى النبي (ص) فقال له أوصني ، فكان مما أوصاه ان قال له ( لاتسبوا الناس فتكسبوا العداوة بينهم ) .

5- تتبع العثرات والعيوب

وأحاط الإسلام الوحدة الاجتماعية بسياج واق فحرم جميع ما يوجب تصديعها ، فنهى عن تتبع عثرات الناس ونشر عيوبهم لأنه مما يسبب الفرقة ويثير الكره بين الإخوان فقد قال الرسول (ص) ( يا معشر من اسلم بلسانه ولم يسلم بقلبه لا تتبعوا عثرات المسلمين فإنه من تتبع عثرات المسلمين يتتبع الله عثراته ومن تتبع الله عثراته يفضحه )

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

موضوع اعجبني كثيرا فنقلته لكم
كتابة وتنسيق الأستاذة:
عفاف الفضلي

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

[صدى الأحزان]

[ساروونه]

[فاتحة خيريارب]