أطبعها وأجعلها أمامك....!

[وليد يسن]

أطبعها وأجعلها أمامك....!

من يملك نفسه عند الغضب هو سيد المحاربين وأبو الشجعان، كما جاء في الحديث، ولكن من منا إذا أهين يملك نفسه ولا يرد السيئة بالسيئة بل بالحسنة، وفي التحدي الأرسطي أن الغضب إن جاء في مكانه نجع ونجح وإلا دمر صاحبه قبل عدوه فيقول، أن تغضب للسبب المناسب في الوقت المناسب من الشخص المناسب فهو التحدي؟ ولكن الكلام النظري سهل ومن ينجح في التطبيق يصبح سيد العارفين، ومن المعروف عن الصينيين أنهم يميلون إلى الحكمة ويدخلون إلى النفس البشرية اعترافاً منهم بأن الروح والجسد كيان واحد.

وهناك 5 نصائح من طبقها وتدرب عليها كان من المحظوظين والمصطفين الأبرار!! تقول النصائح:

الأولى تقول: حاول أن تكتب ما يعتلج في صدرك كلما شعرت بالغضب، ثم حاول أن تدون هذه المشاعر فهي أعظم ثلاجة؟ تبين أن تعرف ما هو الأمر الذي دفعك إلى هذا الشعور؟ ويروى عن معاوية أن هناك من تعرض له في خطبة فترك المنبر ثم راح ورجع وقد اغتسل بالماء البارد، قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من غضب فليغتسل، وهذه سمة الدهاة السياسيين الباردين.

والنصيحة هي أن يتصور الإنسان أنه جاءه ليستفزه بخطة مقصودة، وعلم بذلك فإنه يتلقى الأثر بهدوء، وكذلك لو درب عقله على هذه الآلية. ويروى عن ابن حيان التوحيدي أن أميرا اتفق مع مفكر في مجلسه أن يصعد ويرمي أواني النحاس في ليلة السمر، فلما وقعت خاف القوم وقاموا يكادون يطأ بعضهم بعضا، بينما بقي الأمير والمفكر بهدوء، ذلك أن العلم بالشيء يورث الطمأنينة.

والثانية: لا تكبت مشاعرك:إذا شعرت برغبة في الصراخ أو البكاء لا تحاول منع نفسك ولكن احرص على أن تكون وحدك حتى لا يرى الآخرون لحظات ضعفك. والقرآن اعتبر أن العلاقة مع الغضب ليس في إزالته بل تفريغه مثل أي طاقة ولجمه في المكان غير المناسب مثل كوابح السيارة، وكثير من الناس خسروا تقديرهم لأنفسهم حين لم يتمالكوا أنفسهم في لحظات الانفعال وكسرة الحزن وضباب الشهوة ولحظات الفزع الأكبر أما المؤمنون فهم من فزع يومئذ آمنون..

والثالثة: تكلم بصراحة فمن المهم عندما تكون غاضبا أن تطور أسلوبك الخاص في التعامل مع الغضب، فبدل توجيه الغضب إلى الأشخاص المحيطين بك فحاول أن تتعلم تفريغ هذه الشحنات السلبية في الاتجاهات الصحيحة

والنصيحةالرابعة: على المرء التدريب الشاق على تحمل مسؤولية الأخطاء، وعلينا أن ندرك أن المشكلة بحاجة إلى شخصين لكي تحدث، لهذا لا تغفل حقيقة أنك قد تكون المخطئ لذلك احرص على سماع وجهة النظر المقابلة أو نصائح المقربين منك.

القاعدة الخامسة: اعرف نفسك ، وحاول الإلمام بالأمور التي تدفعك إلى الغضب، وفي المرة القادمة ستكون أقدر على تجنب الغضب عن طريق استعدادك المسبق لهذه المواقف.

القاعدة السادسة: تعلم التسامح، وتذكر قول الرب "وإذا ما غضبوا هم يغفرون"، وكان المسيح يقول أحدكم يخطئ سبعين مرة ويسامحه الله!! أليس بالحري بكم أن تفعلوا مثل الرب فتتعلموا الغفران لمن أخطأ لكم؟

فلنحاول التجاوز عن الأخطاء، والمضي قدما في الحياة لأنه لن نستطيع متابعة الحياة طالما بقينا أسارى العواطف الضارة، والرغبة في الانتقام، والأحقاد الغائرة مثل الخراجات التي تفرز القيح دوما..

إنها كلمات ولكنها تحتاج إلى تدريب أشد من جنود المغاوير والوحدات الخاصة.. فهل من مدكر..

وقد يسأل أحدهم وأين القاعدة السابعة؟ والجواب، أطبع الست واجعلها أمامك وكررها حتى تترسب في اللاوعي أكرر اللاوعي

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

[ساروونه]

[توتا 2007]

[صدى الأحزان]

[رحيل]

[جبرتني ظروفي]

[أريج الريحان]